recent
أهم الموضوعات

أبيقور والمذهب الأبيقوري

أبيقور مؤسس الفلسفة الابيقورية

المذهب الابيقوري هو مذهب فلسفي أسسه أبيقور في القرن الرابع قبل الميلاد، ويتمحور حول السعي لتحقيق السعادة من خلال اللذة العقلية والابتعاد عن الألم. أبيقور ركز في فلسفته الأبيقورية على البساطة والاعتدال، مؤكدًا أن الحياة الهادئة والمتوازنة هي مفتاح السعادة الحقيقية.

أبيقور فيلسوف اللذة والسكينة

أبيقور هو فيلسوف يوناني عاش بين عامي 341 و270 قبل الميلاد، وُلد في جزيرة ساموس ونشأ في أسرة أثينية، ثم أسس مدرسته الفلسفية في أثينا عام 306 قبل الميلاد.

ما بعد أبيقور - المدرسة الابيقورية

جعل أبيقور من مدرسته وقفًا لطلابه وتلاميذه الذين كان بارًا بهم، وأوصاهم أن يعيشوا جماعة متحابة ومؤتلفة. وأخذت تعاليمه بعد وفاته بالانتشار في حوض البحر المتوسط، فتأسست مراكز أبيقورية.

أما النصوص والمؤلفات للمذهب الابيقوري التي وصلتنا فهي ليست بالكثيرة، حيث لم يبقَ شيء من المؤلفات التي كتبها الأبيقوريون، عدا النصوص التي حفظها ديوجينس اللايرسي في القرن الثالث الميلادي. ومن هذه النصوص رسالة موجهة إلى هيرودوتس في الطبيعيات، ورسالة موجهة إلى فيتوكليس في الآثار العلوية، ورسالة موجهة إلى ميناقايوس في الأخلاق، وكذلك مئة وإحدى وعشرون فكرة كانت هي ملخص المذهب الأبيقوري.

الفكر اليوناني والأبيقورية في القرن الثالث قبل الميلاد

مع بداية القرن الثالث قبل الميلاد، حدث نوع من الاضطراب السياسي في حوض البحر المتوسط، رافقته تغيرات اقتصادية واجتماعية أدت جميعها إلى التأثير على الجو الفكري السائد آنذاك. أثينا، التي كانت عاصمة الفكر في بلاد اليونان، فقدت سيطرتها السياسية وكذلك حقها في سك النقود وتفوقها البحري أيضًا، بالإضافة إلى تعرضها لهجمات على شواطئها.

ألقت هذه التغيرات جميعها بظلالها على الجو الفكري السائد، حيث حدث اضطراب كبير بسبب اختلاف الفلاسفة على اقتسام الإرث السقراطي. فإذا كان سقراط قد أخذ من التهكم سلاحًا في مواجهة السفسطائيين الذين كانوا يدّعون بأنهم يعرفون كل شيء معرفة شاملة وكاملة، فإن الكلبيين قد هاجموا هذا التهكم بعنف، محتفظين بمغزاه وحسب.

وإذا كان سقراط قد اتخذ الشك المريب مقابل ادعاءات السفسطائيين الموسوعية، فإن الميغاريين قد جعلوا من الشك السقراطي سلاحًا، ليس لمحاربة ادعاءات السفسطائيين فحسب، وإنما اتخذوه نوعًا من الجدل الذي يقودهم إلى القول بأن الإنسان لا يستطيع الكلام عن شيء من دون أن يحدده، وذلك بنفي كل ما لا يمكن إسناده إليه.

وإذا كان سقراط قد وضع قاعدة "اعرف نفسك بنفسك" في مواجهة العلم الخارجي للسفسطائيين، فإن القورينائيين استنتجوا من هذه الوساطة الداخلية أن على الإنسان التمسك بما يحلو له، وكذلك البحث عن المتعة. ولهذا، فقد اتخذوا من اللذة مقياسًا للقيم جميعها وهدفًا يسعى إليه كل إنسان.

في هذه الأجواء المضطربة على جميع المستويات، حاولت مدرستان، هما الأبيقورية والرواقية، تعليم الإنسان سمات اليقين الذي يعطيه قواعد للحياة والتوافق بينه وبين الطبيعة، رغم التناقض القائم بينهما. 

كما اتفقت المدرستان على جعل الإحساس أساسًا للمعرفة، وعلى عدم التسليم بمبادئ أخرى غير الجسمية. ومع ذلك، فإن هاتين المدرستين الطبيعيتين اتخذتا طرقًا مختلفة في التطبيق العملي لفلسفتيهما.

أقسام الفلسفة عند أبيقور

أبيقور يقسم الفلسفة إلى ثلاثة أقسام: العلم القانوني، الطبيعة، والأخلاق.
  1. القسم الأول، العلم القانوني، هو أساس الفلسفة ويعلمنا كيفية التمييز بين الحقيقة والخطأ.
  2. القسم الثاني، الطبيعة، يدرس تكوين الأشياء وفسادها وطبيعتها.
  3. القسم الثالث فهو الأخلاق، التي تميز بين ما يجعل الإنسان سعيدًا وما يجب عليه تجنبه لتحقيق حياة سعيدة.
العلم القانوني والطبيعة يهدفان إلى خدمة الأخلاق، والغرض منهما هو تحرير الإنسان من الآراء الخاطئة للوصول إلى حياة حرة، هادئة، ومتزنة.

بعكس المنطق الأرسطي الذي يعتمد على التصور، والأفلاطوني الذي يعتمد على الجدل، والرواقي الذي يعتمد على المنطق الشرطي، يتميز القانون الأبيقوري بأنه واقعي ويركز على الإحساسات، التصورات القبلية، والانفعالات كوسائل لفهم الحقيقة.

النظرية الإحساسية في الفلسفة الأبيقورية

تقوم هذه النظرية على أربع سمات رئيسية: الإحساسات، التصورات القبلية، الانفعالات، والتصورات الحدسية. تعتبر الإحساسات بمثابة نقاط انطلاق لفهم الواقع، مما يساعد الأفراد على اتخاذ قرارات مدروسة تهدف إلى تحقيق السعادة والابتعاد عن الألم. وبالتالي، فإن النظرية الإحساسية تعكس رؤية أبيقور بأن السعادة تتحقق من خلال التجربة الحقيقية والوعي بالواقع المحيط بنا.

الإحساسات

وفقًا لأبيقور، الإحساس ليس مجرد صياغة ذاتية أو نسبية كما يروج لها الأفلاطونيون، بل هو صورة مطابقة للواقع تنشأ من اتصال بين جسمين: الأول خارجي حسي (الجسم الملموس)، والآخر داخلي ذاتي متعلق بالعضو الحاس .

بالنسبة لأبيقور، الإحساس هو الأساس الذي تبدأ منه المعرفة، إذ يمثل الوسيلة التي يتعرف بها الإنسان على الواقع من حوله. وبما أن الإحساس يكون أول ما نعرفه، فإنه لا يحتاج إلى تسويغ أو موافقة من العقل الذي لا يمكنه الوصول إلى تفاصيل الإحساس وانتقاده بشكل فعّال , بل العكس هو الصحيح أي أن الاحساس هو الذي يفرض نفسه دون الحاجة الئ حكم العقل , لأنه برأي أبيقور أن مجال الاحساس متقدم علئ مجال العقل .

أبيقور يتحدى المدارس الفلسفية التي تجعل العقل هو المصدر الوحيد للمعرفة الصحيحة، كما يقف ضد المذاهب التي تشكك في إمكانية المعرفة. بالنسبة له، الإحساس هو ما يمكِّن الإنسان من التوافق مع الطبيعة والمجتمع، ومن العيش في سلام داخلي .

التصور القَبْلي عند الابيقورية

عندما يتكرر الإحساس، يخلق ذلك معنى كليًا في الذهن يمكن للإنسان تطبيقه على الجزئيات المتعددة التي يواجهها في التجربة.

لفهم هذه الجزئية وتبسيطها، صغنا هذه المحاورة المختلقة:

أبيقور: أرى أن الإحساسات المتكررة تلعب دورًا حاسمًا في تكوين الفهم البشري. عندما يرى الإنسان الحيوانات بشكل متكرر، يستطيع تحديد ما إذا كان ثورًا أو حصانًا بناءً على الإحساسات التي ترسخت في عقله.

شيشرون: لكن لا يمكن أن نتجاهل الأفكار الفطرية، التي تعد الأساس لفهمنا الأولي للأشياء. الإحساسات المتكررة قد تكون نتيجة للأفكار التي نحملها منذ البداية، مما يجعلها أساسية في تكوين الفهم.

شتاينهارت: بالتأكيد، ولكن الإرادة تلعب أيضًا دورًا في قوة الفهم. عندما نقارن ونحلل الإحساسات المتكررة، نجد أنها تترك طابعًا واضحًا ومحددًا في الذهن، مما يؤدي إلى تشكيل فكرة عامة تتفوق على الإحساسات البسيطة.

أبيقور: بالضبط، الإحساسات المتكررة ليست مجرد تجارب عابرة، بل تشكل جوهر الفهم الذي نمتلكه. توفر لنا القدرة على إصدار أحكام ورفع أسئلة تعبر عن فهمنا العميق للعالم.

شيشرون: ومع ذلك، يبقى السؤال حول ما إذا كانت الإحساسات المتكررة هي السبب في الفهم أم نتيجة لفهم مسبق.

شتاينهارت: هذا يدفعنا لمراجعة تأثير الإرادة في المقارنة وتفسيراتنا للعالم. الإحساسات المتكررة تترك أثرًا واضحًا في عقولنا، مما يعزز فهمنا العميق.

هذا الحوار يوضح الاختلاف في النظريات الفلسفية حول دور الإحساسات والأفكار الفطرية في تشكيل الفهم البشري. وفق رأي أبيقور، حين يتكرر الإحساس، يُحدث في الذهن معنى كليًا يُطبّقه الإنسان على الجزئيات التي تعرض له في التجربة. الإحساس يسمح للمرء بأن يسأل: «هل هذا الحيوان ثور أم حصان؟» ويصدر أحكامًا تتجاوز التجربة الراهنة، مثل قوله: "هذا الشبح الذي أبصره هناك هو شجرة".

بيد أن مثل هذه الأحكام لا تصبح تصديقات إلا إذا أيّدها الإحساس. والأسئلة تعني أننا ندرك معانيها إدراكًا متقدمًا على الإحساس الذي حملنا على إصدار الأحكام وطرح الأسئلة. وهكذا، فإن التصور القبلي ليس الأفكار الفطرية كما يدّعي شيشرون، لتناقضها مع مادية أبيقور، وليس فكرة خاصة تبقى في الذهن كما يؤكد شتاينهارت. بل إنه، في الواقع، إحساس متكرر يترك فينا طابعًا واضحًا وأكيدًا، وفكرة عامة تؤكد تفوق الإحساسات، وفق انطباعات تتركها فينا إحساسات متقدمة تشبه الإحساسات المذكورة.

الانفعال أو الشعور السلبي

يقول ديوجينس اللايرسي إن هناك انفعالين يشعر بهما كل كائن حي: الأول موافق للطبيعة وهو اللذة، والآخر غريب عنها وهو الألم. و«بهما نستطيع تمييز الأشياء التي علينا أن نبحث عنها، وتلك التي علينا أن نهرب منها».

وكلما كانت هذه الانفعالات، التي هي انطباعات الحواس فينا، مستحبة أو غير مستحبة، بحثنا عن الموضوعات التي تؤدي إلى هذه الانفعالات، أو هربنا منها.فالانفعالات، كالإحساسات والتصورات القبلية، تعد معايير للحقيقة، حيث تنصبّ على علة المعيار وتسمح لنا بإدراكها. وبذلك ندرك الملاذ الذي يسبب اللذة، والمؤلم الذي يسبب الألم.

التصورات الحدسية للفكر في المذهب الابيقوري

لهذا التعبير، الذي يعاين الكون في جملته، منهجان: الأول يؤدي إلى التصديق بأشياء ليست واقعة في التجربة، مثل الجوهر والخلاء ولا نهاية المادة. أما المنهج الثاني، فيؤدي إلى استخراج تفاصيل العالم «من نظرة إجمالية»، مثل استخراج الظواهر الجوية من معرفة مفاعيل العناصر.

إذا كان المنهج الأول يمكّن من إدراك اللامحسوسات في علاقتها بالمحسوسات، فإن المنهج الآخر يمكّن من إدراك اللامحسوسات ذاتها.

الطبيعيات في المذهب الابيقوري

يتلخص المبدأ الكبير لطبيعيات أبيقور في أن «لا شيء يُخلق من لا شيء بفعل قدرة إلهية»، ولا شيء يمكن أن يرتد إلى العدم. وهذا ما يقود إلى مبدأ آخر يقول: «إن الكون مؤلف من جسم وفراغ ومكان». نستدل على وجود الأجسام بالحواس، وعلى وجود الفراغ والمكان بضرورتهما، وإلا فلن يكون هناك مكان تتحرك فيه الأجسام.

فأجسام هذا العالم، الموجودة بأعداد غير متناهية وفي امتداد الفراغ غير المحدود، موجودة منذ البدء. أي إن العالم كان دائماً، كما هو اليوم، وهو هكذا منذ الأزل. أما بالنسبة للذرات، فإنها، على عددها غير المتناهي، لا يمكن أن تُستنفد بخلق عالم أو عدة عوالم، لذا فمن الضروري وجود عوالم لا تُحصى مشابهة لعالمنا أو مخالفة له.

أما الغاية من دراسة الطبيعة، فهي العيش بأمان تجاه الآخرين والأشياء، ومن ثم الوصول إلى الرصانة. بيد أن هذه الغاية لا يتوصل إليها إلا من لا يخاف: لا من الأساطير الأخروية، ولا من الظواهر الطبيعية، ولا من الموت، ولا حتى من الآلهة.

الذرات في المذهب الابيقوري

يميّز أبيقور بين نوعين من الأجسام: الأجسام المركبة والعناصر التي صُنِعت منها الأجسام المركبة، والتي يُطلق عليها "الذرات". 
  • الأجسام المركبة هي أنظمة مرتبة يمكن أن تفقد من ذراتها لأنها لا تملك هوية مطلقة .
  • بينما الذرة هي عنصر صلب متراص وثابت، لا تحتوي على فراغ أو مسافة، وتبقى غير منقسمة.
تمتلك الذرات خصائص ثابتة، مثل الشكل والوزن. أشكال الذرات لا يُحصى عددها مع أنها متناهية، ولكن وزنها يُحدد حركتها نحو الأسفل. جميع الذرات تسقط في الفراغ بسرعة واحدة وعلى نسق واحد، رغم اختلافاتها في الوزن والشكل.

حركة الذرات محددة بثلاثة عناصر: الثقل الذي يسبب الحركة العمودية للسقوط، والتصادم الذي يغير اتجاه الذرة دون أن يؤثر في سرعتها، والانحراف الذي يحدث حركة تلقائية للذرات خارج خط السقوط بسبب وزنها.

المكان والزمان في المذهب الابيقوري

  • المكان طبيعة موجودة لا تُلْمَس، ولا يقاوم تحرك الأجسام. يمكن أن يشغله جسم ما، فحيث يوجد الجسم يستمر المكان. وهو أيضاً فراغ خالٍ مؤقتاً من أي جسم، وضروري للحركة الدائمة للذرات، إذ من دونه تستحيل الحركة. وهو كذلك امتداد، وامتداده غير متناهٍ، لأن الفراغ إذا كان «محدوداً ومحصوراً، لا يستطيع احتواء الأجسام في عدد غير متناهٍ».
  • أما الزمان، فهو «عرض الأعراض»، لا يوجد في ذاته، ولا نحسُّ به «خارجاً عن حركة الأشياء وسكونها». فهو يرافق الأحداث التي منها ينتج الإحساس به.

النفس في المذهب الابيقوري

النفس، في نظر أبيقور، هي جسم حار لطيف للغاية تكمن فيه جميع قوى النفس، ولكن لا يحدث الإحساس إلا إذا ارتبطت النفس بالبدن. فالبدن هو الذي يتيح لها ممارسة قدرتها على الإحساس، وهي بدورها تجعل البدن حساساً. فإذا تفرّق شملهما، تتبدد النفس، إذ إنّها تتكون معه وتنحل بانحلاله، فهي إذن مادية وفاسدة.

تتكون النفس من تجمع أربعة أنواع مختلفة من الذرات، تأتي منها خصائص الجسم الحي

  • النَفَس الذي يأتي منه الحركة.
  • الهواء الذي يأتي منه السكون.
  • الحرارة التي تأتي منها الحرارة.
  • أخيراً نوع رابع يأتي منه الفكر الذي يقوم بنشر "الحركات الإحساسية في الأعضاء". 

وهناك تمييز آخر يبقى صلته بالتمييز الأول غير واضحة، وهو التمييز بين الروح والنفس؛ فالروح محلها القلب، ولها وظيفة وجدانية تتمثل في الإحساس والفكر والإرادة. أما النفس، فهي منتشرة في البدن كله ولها وظيفة حيوية قائمة على بث الحياة في الجسم.

الآلهة عند أبيقور

أبيقور لم ينفِ وجود الآلهة بشكل مطلق، بل رفض الأساطير المرتبطة بها ودورها في خلق العالم أو إدارته، لأنه يرى أن العالم نشأ من التقاء الذرات ولا يحتاج إلى تدخل إلهي. كما يرفض الاستنجاد بالآلهة لتفسير ظواهر الكون أو سير الزمان، معتبرًا أن كل الأشياء ناتجة عن المصادفة، ولا توجد إرادة أو قدرة إلهية.

يعتبر أبيقور أن وجود الآلهة بديهي وطبيعي، حيث يشير إلى تجارب الحلم واليقظة التي تظهر فيها أشباه من الآلهة، مما يُفترض أنها تعكس وجودها الحقيقي. هذا يمثل وجهة نظره الفلسفية في الحقيقة والوجود.

يصور أبيقور الآلهة ككائنات سعيدة ومغتبطة، تعيش في سلام وسعادة تامة، وهي مصنوعة من مادة نقية خالصة تتجاوز الفساد والمشاكل التي يواجهها الوجود الفاني والمتألم.

بشكل عام، ترتكز وجهة نظر أبيقور على رفضه للأساطير والديانات التقليدية التي تعطي للآلهة دورًا في خلق وتدبير العالم، ويفضل النظر إليها كجزء من تجربة الإنسان والتفسير الفلسفي للواقع.

الاخلاق عند أبيقور

الأخلاق الأبيقورية تهدف إلى توجيه الحياة الإنسانية نحو السعادة والطمأنينة من خلال مبادئ واضحة ومادية. تركز هذه الأخلاق على مفهوم المتعة كأيسر طريق إلى الحكمة، حيث يمكن للحكيم أن يحقق الاكتفاء الذاتي في وحدته الهادئة، دون أن يتأثر بالانفعالات والتقلبات العاطفية.

الغايتان الأساسيتان للأخلاق الأبيقورية هما:
  • اللذة: تُعتبر اللذة هدفًا رئيسيًا، وهي ليست مجرد لذة حسية، بل تشمل أيضًا اللذات الفكرية والنفسية التي تؤدي إلى الرضا والسعادة. الحكمة بالنسبة لأبيقور هي أن تعيش الحياة بطريقة تتيح للإنسان تجربة أقصى درجات اللذة المستقرة والمستمرة.
  • الطمأنينة والخلو من الهموم: تأتي الطمأنينة كنتيجة لتحقيق اللذة، حيث يعيش الإنسان في حالة من السلام النفسي والهدوء بعيدًا عن التوترات والقلق.
التوفيق بين اللذة والطمأنينة ليس سهلاً، ولكن جوهر الأخلاق الأبيقورية يكمن في السعي لتحقيق هذه الأهداف بطرق متوازنة ومدروسة. يُعتبر الحكيم هو من يعيش حياة متزنة، يتفادى الإفراط في اللذات التي قد تجلب معها آلامًا أو مشاكل، ويستمتع بما توفره الطبيعة بكفاية.

بالنهاية، تعتبر الأخلاق الأبيقورية دعوة إلى الحكمة الفعلية والتوازن في الحياة، حيث يكون الإنسان الحكيم هو من يفهم ما يسعده ويحقق له السلام النفسي، دون أن يركز على الشهوات الفانية أو الانفعالات العابرة.
google-playkhamsatmostaqltradent